ذكرت صحيفة “الأهرام” أن إسرائيل لا تزال حريصة على تنفيذ أجندتها في قطاع غزة، رغم الجهود التي تبذل من أجل الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار ينهي المأساة التي يعاني منها الفلسطينيون في القطاع منذ 7 أكتوبر الماضي.
وقالت الصحيفة- في افتتاحية عددها الصادر اليوم /الإثنين/ بعنوان “إسرائيل تؤجج الأزمات في المنطقة”- إن ذلك يعود إلى أسباب كثيرة، منها أن سكوت أصوات الرصاص في غزة سوف يفتح الباب في إسرائيل أمام البحث في السؤال الأهم ومفاده: مَن المسئول عن ما حدث في 7 أكتوبر؟ وهنا، فإن الاستقالات التي بدأت تُقدم من جانب بعض القادة العسكريين لا يبدو أنها تستطيع اختزال الإجابة عن هذا السؤال وحصره في هذا المستوي.
وأضافت: إن الكل يعلم أن المسئولية عن ذلك سوف تصل إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يدرك تمامًا أن الوصول إلى هذه اللحظة كفيل بوضع مستقبله السياسي أمام اختبار صعب، لا يود مواجهته في الأساس، ومن ثم فإنه يتعمد المضي قدمًا في خططه لاجتياح مدينة رفح الفلسطينية، رغم كل التحذيرات التي تطلقها قوى إقليمية ودولية من العواقب الإنسانية الوخيمة التي يمكن أن تنجم عن ذلك.
وأضافت الصحيفة أن ذلك ربما يعبر عن قسم فقط من الحسابات الإسرائيلية، وتحديدًا حسابات نتنياهو، دون أن ينفي أن ثمة اعتبارات أخرى تدفع إسرائيل إلى المضي قدمًا في سياستها المتعنتة الحالية التي سوف تسهم في تأجيج حالة عدم الاستقرار على المستوى الإقليمي.
وتابعت الصحيفة أن إسرائيل ترى أن التصعيد الحالي الذي ارتبط بالحرب التي تشنها ضد قطاع غزة منذ أكثر من سبعة أشهر، يوفر لها فرصة أولًا لتقليص قدرات بعض الأطراف المناوئة لها، على غرار حزب الله اللبناني، ودفعه- عبر وساطات دولية مثل الوساطة الفرنسية- إلى الابتعاد عن الحدود، وثانيًا لتقييم المستوى أو المدى الذي يمكن أن تصل إليه ردود فعل إيران إزاءها، على نحو يبدو جليًا في تعمدها الانخراط في مواجهة عسكرية مباشرة، للمرة الأولى، مع طهران، وهي مواجهة قد لا تكون الأخيرة بعد أن تجاوز الطرفان المحظور الذي حرصا على تجنبه على مدى عقود عديدة.