تل أبيب تراهن على “الفقاعات الإنسانية” وحماس تناور على المعبر.. التفاصيل الكاملة حول من يحكم غزة بعد الحرب
مع قرب الحديث عن نهاية الحرب الإسرائيلية فى قطاع غزة، أصبح الحديث عن الوضع الدائم داخل القطاع، هو الملف الذى يبحث عنه جميع الأطراف، ففى الوقت الذى تتمسك به حماس بعدم تغير السلطة الحاكمة فى القطاع، واستمرار قيادتها لتلك السلطة، خصوصا، وأنها كانت رأس الحربة فى قيادة الحرب ضد الجيش الإسرائيلي، بالتوزاى يبحث الجانب الإسرائيلي عن بدائل لسلطة حماس، والخيارات لن تكون سهلة فى ظل قدرات حماس العسكرية التى لم يستطع الجيش الإسرائيلي ذاته القضاء عليها.
وكما هى استراتيجية تل أبيب بتلك المعركة، واستخدام العقاب الجماعى والجرائم بحق سكان القطاع كورقة ضغط فى تلك الحرب، فإن هناك خطة تناقش داخل مجلس الحرب الإسرائيلي، وقد أطلق عليها “الفقاعات الإنسانية”، والتى ستعمل على تطبيقها بقوة السلاح داخل القطاع، وهو التحدى الذى ستكشفه الأيام القليلة المقبلة، وتلك هى تفاصيل الخطة، وأبعادها.
إسرائيل تبحث في أمر بدائل لحماس
“إسرائيل تبحث في أمر بدائل لحماس”، هكذا صرح وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، اليوم الأحد، فى بيان أصدره بالتزامن مع الاجتماع الثلاثى الذى شهدته القاهرة للحبث عن أزمة معبر رفح، وآليات إعادة فتحه مرة أخرى عقب احتلال الجيش الإسرائيلى للجانب الفلسطيني من المعبر.
وقال جالانت، إن إسرائيل لن تقبل استمرار حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في حكم قطاع غزة في أي مرحلة خلال عملية إنهاء الحرب، وأضاف: “بينما ننفذ عملياتنا العسكرية المهمة، تعمل مؤسسة الدفاع في الوقت نفسه على دراسة جهة حاكمة بديلة لحماس”، وتابع قائلا “سنعزل مناطق (في قطاع غزة) وسنبعد عناصر حماس من تلك المناطق وننشر قوات ستمكن من تشكيل حكومة بديلة، بديل يهدد حماس”، وذلك وفق ما نشرته وكالة رويترز.
مصر تتمسك بطرف فلسطيني على الجانب الآخر لرفح
وويعد معبر رفح، أول ملامح السلطة الحاكمة داخل القطاع، وهل تتمسك حماس بتلك السلطة أم من الممكن أن يكون هناك بديل لذلك، ومن جانبها، وبحسب ما نقلته قناة القاهرة الإخبارية المصرية، عن مصدر رفيع المستوى، قوله إن الاجتماع الثلاثي بالقاهرة الذي ضم الوفد الأمني المصري ووفود الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، قد انتهى، وأكد المصدر أن مصر تمسكت بموقفها الثابت نحو ضرورة الانسحاب الإسرائيلي من الجانب الفلسطيني لمعبر رفح حتى يتم استئناف تشغيله مرة أخرى.
وتدير حركة حماس قطاع غزة منذ 2007 بعد عام من فوزها بانتخابات برلمانية وإثر حرب أهلية لم تدم طويلا مع قوات أمن تابعة للسلطة الفلسطينية، ولكن فى محاولة لتفويت الفرصة على تل أبيب من استغلال تلك النقطة كعقبة أمام وقف إطلاق النار، فقد خرج مصدر من حماس، وتحدث لوسائل إعلام عربية، ولمح لإمكانية قبول حماس بعودة السلطة لتكون هى الطرف الفلسطيني على معبر رفح، وذلك يعيد الأوضاع لنصابها الطبيعي كما هو منصوص عليه فى اتفاقية المعابر عام 2005.
الفاقاعات الإنسانية
ومن المقرر أن يناقش مجلس وزراء الحرب الإسرائيلي الذي يضم جالانت في عضويته فى اجتماعاته القادمة تفاصيل خطة بديل حماس، ومن جانبها كشفت صحيفة “أى 24″، العبرية، أن مجلس الحرب الإسرائيلي سيناقش فى اجتماعاته عن بدائل حماس، البدء بخطة تجريبية لاستبدال سلطة حماس، والتي يطلق عليها “الفقاعات الإنسانية”، ووفقا لهيئة البث الرسمية “كان” الحديث يدور عن عدة أحياء في شمال غزة سيتم إمدادها بالمساعدات الإنسانية وستتعامل إسرائيل خلال ذلك مع “قادة محليين” من نفس هذه الأحياء.
وبحسب الصحيفة العبرية، فإن هذه المبادرة قدمها جهاز الأمن، بعد موافقة وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، ووفقا لمصادر مطلعة على الموضوع، الجيش الإسرائيلي سيوفر الحماية لهذه الأحياء في البداية حتى لا تسيطر عليها حماس.
ونقلت الصحيفة عن وزير الأمن يوآف غالانت قوله: “في كل مرحلة لانتهاء الحرب لن نوافق على حكم حماس. نحن ندفع بديل سلطوي لحماس سيتم خلاله عزل مناطق، وسنخرج رجال حماس وسندخل قوات أخرى تسمح بتطبيق سلطة أخرى”، وأضاف: “كلا العمليتين- من جانب نشاط عسكري ومن جانب آخرى القدرة لاستبدال السلطة، سيؤدي للتوصل لهدفين من أهداف الحرب- القضاء على حكم حماس وقوته العسكرية وإعادة المختطفين، وفي كل مرحلة، بكل عملية انتهاء الحرب لن نقبل بحكم حماس كحكم في غزة”.
ويشار إلى ان صحيفة “التلغراف” البريطانية نشرت أن خطة إسرائيلية سرية لإقناع حمولة من غزة بتولي السلطة في غزة فشلت، بعد أن أعدمت حماس زعيم الحمولة.