ذكرت صحيفة “الأهرام” أن العالم يدرك يوماً بعد يوم، أن السياسة التي تتبناها مصر في التعامل مع الأزمات الإقليمية هي الأساس القوي لمعالجة تلك الأزمات وتقليص حدة التداعيات السلبية التي تفرضها ويدفع ثمنها المواطنون الأبرياء في دول ومناطق الصراعات.
وأوضحت الصحيفة – في افتتاحية عددها الصادر اليوم /الاثنين/ بعنوان “تقدير عالمي لسياسة مصر” – أنه منذ اليوم الأول لاندلاع الحرب الإسرائيلية الحالية في قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، رفضت مصر مبدأ استخدام القوة، واعتبرت أن أساس الأزمة يكمن في عدم التجاوب مع مبادرة حل الدولتين والوصول إلى تسوية عادلة للقضية الفلسطينية.
وأشارت الصحيفة إلى أنه بدلاً من ذلك، انخرطت الحكومة اليمينية في إسرائيل، برئاسة بنيامين نتنياهو، في الحرب التي سعت إلى تحويلها لفرصة من أجل تحقيق أهداف عديدة داخلية وإقليمية، وبدأت أطراف أخرى في توظيف الأزمة ومحاولة إعادة توجيه مساراتها بما يتجاوب مع حساباتها ومصالحها.
ولفتت “الأهرام” إلى أن مصر – من جانبها – لم تحد أبداً عن أولوياتها، فقد أدانت استخدام القوة الذي أنتج أزمة إنسانية فادحة تتحمل حكومة نتنياهو المسئولية عنها، خاصة أنها ما زالت تمعن في تبني السياسة المتشددة نفسها، بما يفاقم من تلك الأزمة ويعرقل الجهود التي تبذل من أجل إنهائها.
وبيَّنت الصحيفة أنه من هنا، اكتسبت الدعوة التي وجهتها مصر والولايات المتحدة الأمريكية وقطر -في بيان مشترك إلى كل من إسرائيل وحماس لإبرام اتفاق يجسد المبادئ التي حددها الرئيس الأمريكي جو بايدن في المقترح الذي تقدم به – أهميتها، إذ إنها توحي في المقام الأول بأن العالم يعول على الجهود التي تبذلها مصر من أجل تسوية تلك الأزمة وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني.
وألمحت الصحيفة إلى أن ذلك توازى مع الزيارة التي قام بها زعيم الأقلية الجمهورية باللجنة الفرعية لاعتمادات العمليات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي السيناتور ليندسي جراهام إلى مصر، والتي أكد خلالها الرئيس عبد الفتاح السيسي أهمية تكاتف الجهود الدولية لوقف الحرب في غزة وإنهاء المعاناة الإنسانية للفلسطينيين بسبب استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية.
وأكدت “الأهرام” أنها مواقف وتحركات تثبت في مجملها أن مصر تبقى هي محور الارتكاز والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، على نحو يكتسب اهتماماً خاصاً من جانب دول العالم المختلفة.