الرادار على الطريق عدو أم صديق ..سؤال لا يحتاج إلى حيرة فى
الرد أو جدال فهو صديق لكل ملتزم و عدو لكل مخالف ..فهذا
الجسم الغريب القادم نحونا يحتاج إلى التزام لا أكثر ..فلا تتكبر
أو تتعالى أو تستمرىء المخالفة.. فالرادار وإن كان معطلا فهو
يذكرنى بخيال المآته تهاب منه الطيور فالرادار له هيبة على الطريق
يشغل كل من يسير بجواره.. فتتهادى عنده السيارات احتراما
و اجلالا لهذا المجسم القابع فى أماكن خفية .. استغل واضعيه
كل أنواع الحيل لتتفاجىء به و تكون فريسة و ضحية للمخالفة
و حينها لن ينفع الندم فإن وقعت فلن يعطف عليك أحدا عند التجديد .
الرادارات على الطرق أصبحت الشغل الشاغل لكل
مالكى السيارات .. و خلال عام أو عامين ستصبح مسار أزمة
عند اقتراب موعد تجديد التراخيص للمركبات المسيرة فى
الشوارع ..أتوقع الأزمة ستأتى بسبب عدم اعتياد قائدى ا
لمركبات على الانتظام فى السير و اتباع الارشادات المرورية
و الالتزام بقوانين المرور .. و المفاجآت ستكون غير مرضية حيث
سيتعرض ملاك السيارات إلى غرامات كبيرة فالأمر أصبح فى حاجة
إلى الحذر الشديد و أن يتم التعامل مع الأمر بشكل جاد و تغيير
العادات السلبية عند القيادة و التوقف عن عدم المبالاة بالقوانين
فالأمر قد يصل إلى حدود لن يستطيع البعض التعاطى معها ما
يترتب عليه عدم القدرة على التجديد للتراخيص بسبب ضخامة قيمة المخالفات.
أعلم جيدا أن الرادار فى مضمونه حماية للمواطن و تنظيما للسير
فهو فى مجمله صديق لنا.. يحميك من شرور الطرق و يحفظ
سلامتك لكى تعود إلى أسرتك سالما .. فمال الدنيا لا يغنى
أى أسرة عن ذويهم لا قدر الله حال تعرضه إلى حادث مرورى ..و هنا
تبرز القيمة الحقيقية للرادار و الهدف من تنصيبه على الطرق .
و لكن هناك بعض السلبيات التى تحول الرادار إلى عدو و ليس
صديق ..فمع هذه الهجمة الردارية فلا نجد علامات إرشادية من
الأساس فى بعض الشوارع و الطرق لتضع حدا للسرعات المقررة
لتجد نفسك فى ورطة و انت فى نصف الطريق و لا تعلم ماذا تفعل
لأى سرعة تضبط قيادتك ..و هناك أيضا طفرات فى مستوى بعض
الطرق و السرعات المقررة أقل بكثير من مستوى الطريق
فيرتفع عندك الضغط تلقائيا .
و يتحول الرادار إلى عدو لدود عندما يخترق خصوصية بعض
المخالفين و نتفاجىء على بعض صفحات السوشيال ميديا
لصور لبعض قائدى المركبات أحسب نشرها مؤثما وفقا للقانون ..لذا
يجب التعامل مع هذا الأمر بشىء من الجدية و ان تكون المنظومة
المرورية أكثر انضباطا فخصوصيات المواطنين لا يمكن المساس بها .
و أذا أتينا إلى حق التظلم من المخالفات المرورية فقيمته فى بعض
الأحيان أكبر من المخالفة نفسها .. و هذا لا يستقيم فيجب أن
يكون دون مقابل فلا يجوز أن يكون قيمة التظلم من المخالفة
ب ٥٠ جنيها لمخالفة قد تصل قيمتها إلى ١٠٠ جنيه.
النظام المروري جيد لا خلاف فى ذلك و لكن المواطن فى
حاجة إلى فترة انتقالية يعتاد فيها على هذا النظام الجديد
حتى يشعر أن الحكومة تحنوا لا تجنى عليه . الأمر فى حاجة
إلى فترة بينية يعتاد فيها المصريين على الوضع الجديد فظنى
أن الحكومة لا تريد إلا الإصلاح و تغيير العادات لا فرض غرامات
على المواطنين و ما اعتاد عليه المواطن لعقود لا يتم تغييره
فى يوم و ليلة .. فرفقا بأصحاب السيارات و اعطائهم فرصة
و القيام بحملات توعوية عبر برامج الراديو الوسيلة الاعلامية
الأقرب لقائدى السيارات حول كيفية التعامل مع قوانين
المرور خاصة بعد تعميم الردارات على الطرق بشكل ملفت .
محمد الفقى
[email protected]